تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: مفهومها، أهميتها في تطور المجتمع، ومراحل تطورها
مفهوم تقنيات المعلومات
قبل تعريف تقنيات المعلومات نبين المقصود بالتقنية التي تعد تعريبا لمصطلح تكنولوجيا وهي مشتقة من كلمة يونانية الأصل ذات مقطعين Techno وتعني الفن أو المهارة و Logy تعني العلم أو الدراسة، فإن التقنية هي التطبيق العملي للمعرفة العلمية لحل المشكلات بطريقة سليمة وليست التقنية مرادفاً للاجهزة والآلات حتى وأن كانت هذه الأجهزة من مكونات التقنية.
وهناك تعريفات عديدة لتقنيات المعلومات منها : إن تقنيات المعلومات هي تطبيق التقنيات الإلكترونية مثل : الحاسوب، والأقمار الاصطناعية، وغيرها من التقنيات المتقدمة لإنتاج المعلومات، وتخزينها، واسترجاعها، وتوزيعها، ونقلها من مكان إلى آخر. كما تعرف بانها : اقتناء المعلومات ومعالجتها وتخزينها وتوزيعها ونشرها في هيئة نصوص أو أرقام، او صور او رسومات بواسطة أجهزة الحاسوب وأجهزة الاتصالات عن بعد .
أهمية تقنيات المعلومات في تطور المجتمع :
تلعب الحواسيب في العصر الحالي دوراً حيوياً في حياة الكثير من المجتمعات فهي تستخدم في مؤسسات المجتمع المختلفة مثل : المؤسسات الحكومية من وزارات وأجهزة أمنية وعسكرية، الشركات المستشفيات المدارس والجامعات ، ... إلخ .
وأصبح هذا الدور ذو تأثير كبير على حياة المجتمعات عندما أصبحت أجهزة الحواسيب متصلة ببعضها، فأصبح بالأمكان نقل البيانات والمعلومات وتبادلها بسهولة ويسر وبسرعة فائقة، مما أعطى إنتاجية أكبر ونوعية أفضل وتكلفة أقل .
وبما أن الحاسوب هو المحور الرئيس الذي يقوم عليه مفهوم تكنولوجيا المعلومات التي تساعدنا في تبادل البيانات والمعلومات ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها وإخراجها ونقلها إلكترونياً.
ونظراً لأن التوجه العام في المجتمعات الحديثة هو استخدام وإدخال تقنيات المعلومات إلى مناحي الحياة المختلفة، فقد أصبحت الكثير من البيانات والمعلومات الشخصية لأفراد المجتمع مخزنة في العديد من الحواسيب المنتشرة في المؤسسات العامة والخاصة مثل : مؤسسات الاتصالات الكهرباء، المياه المستشفيات، البنوك الشركات ... إلخ .
وبدون شك، إن مثل هذه البيانات والمعلومات كانت موجودة في السابق غير أنها لم تكن مخزنة في أجهزة الحواسيب، أما اليوم وكما سبق وأن تحدثنا بأن تقنيات المعلومات المتوفرة في الوقت الحاضر جعلت الكثير من الشركات والمؤسسات تحرص على الحصول على البيانات الشخصية والعامة لإجراء البحوث ، والدراسات الاقتصادية، التسويقية، الإجتماعية التجارية، وغيرها. ومعنى ذلك، أن البيانات الشخصية لأفراد المجتمع وكثيراً من المعلومات عن مؤسسات المجتمع لم تعد حكراً علينا کافراد أو المؤسسات المعنية، بل أصبح ممكناً أن تصل أيدي الدخلاء لتعبث بمثل هذه البيانات أو المعلومات، الأمر الذي يستدعي اتخاذ اجراءات احترازية ومن قوانين تشريعية تنظم وتحمي البيانات الشخصية وكذلك الخاصة بمؤسسات المجتمع المختلفة. ومن الإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها ما يلي :
١ - تحديد الأشخاص الذين يحق لهم الوصول إلى البيانات والمعلومات، وذلك بوضع انظمة الصلاحيات والتحكم بالوصول إلى تلك البيانات والمعلومات أو إجراء التعديلات عليها.
٢ - حماية المعدات والبرامجيات من الاشخاص غير الشرعيين، وذلك بإدخال ما يسمى بكلمة السر أو كلمة المرور Password إلى الأجهزة أو البرمجيات .
٣ - إدخال أنظمة أدلة التاكيد للمستخدمين ويكون ذلك من خلال استخدام البطاقات الذكية أو التوقيع الإلكتروني أو ما يسمى البصمة الصوتية أو بصمة العين.
تطور تقنيات المعلومات والاتصال
إذا أردنا نقل بيانات أو معلومات من حاسوب ما إلى حاسوب آخر أو العكس عبر شبكة الهاتف لابد من وجود جهاز وسيط يسمى مودم Modem يقوم بتحويل البيانات أو المعلومات المراد إرسالها والتي عادة ما تكون على شكل صفر أو واحد إلى إشارات تمثيلية ليقوم باستقبالها في الطرف الآخر جهاز مودم آخر يحولها إلى شكلها الأصلي. وقد يتم نقل البيانات أو المعلومات بين حاسوبين أو أكثر تكون مرتبطة مع بعضها بشبكة، وسيتم دراسة الشبكات بالتفصيل لاحقاً في الوحدة الخامسة .
ونتيجة للتطور الهائل في تقنية الاتصالات، فإن العديد من البلدان تسعى جاهدة إلى تطوير عملية تراسل البيانات Data Communications، وذلك باستخدام تقنية الأقمار الصناعية لتسهيل عملية نقل البيانات والمعلومات عبر شبكة الإنترنت أو استخدام شبكة الألياف الضوئية Fiber Optics وعبر الكيبل البحري الذي يربط شرق الكرة الأرضية بغربها .
الأمر الذي أدى إلى انتشار العديد من المفاهيم الحديثة مثل : الحكومة الإلكترونية E-Government والتي تسمح المواطن دولة ما بإنجاز الكثير من المعاملات دفع الفواتير، طلب إصدار شهادات أو جوازات سفر، تعبئة بطاقة الالتحاق بجامعة ما... إلخ) أو ما يسمى بالتجارة الإلكترونية E-Commerse والتي تسمح بالتعامل مع البورصات، نقل الحوالات والأموال، إبرام الصفقات التجارية .. إلخ .
كل ذلك يمكن المجازه من خلال شبكة الإنترنت من أي مكان مثل المكتب أو المنزل . علماً بأن شبكة الإنترنت يمكن النظر إليها على أنها شبكة الشبكات أي أنها نظم جميع أنواع الشبكات من حواسب شخصية مرتبطة عبر شبكة الهاتف بشبكات محلية، وشبكات المناطق الواسعة .
وتعود البدايات الأولى لشبكة الإنترنت إلى العام ۱۹۷۳م، حينما ظهر هذا المصطلح لأول مرة في شبكة من الحواسيب المرتبطة مع بعضها وكانت هذه الشبكة مملوكة لوزارة الدفاع الأمريكية .
أما القفزة الكبرى في تراسل البيانات فكانت مع بداية عقد التسعينات من القرن الماضي حينما أطلقت شبكة الإنترنت خدماتها التجارية.